وقت قليل مضى على إعلان السّعوديّة ضبطها لكميّة كبيرة من الكبتاجون المصدّرة من لبنان والتي بلغت كميتها أكثر من 5,3 ملايين حبّة مخفيّة داخل شحنة فاكهة رمان بطريقة فنيّة داخل الثّمار وعلى أثرها تحرّكت المديريّة العامة لمكافحة المخدّرات آخذة بالإجراءات اللّازمة بحق المتورطين.

“ليست رمانة بل قلوب مليانة!”

أصدرت المملكة العربية السّعودية عقب ما حصل قرار بمنع دخول الخضراوات والفواكه من لبنان، أو حتى العبور من أراضيها وذلك ابتداء من يوم الأحد لحين تقديم السّلطات اللبنانيّة ضمانات كافية وموثوقة لاتّخاذها الاجراءات اللّازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة ضدّها.

وما بات بارزا بناء على قرار السعودية بحق لبنان ان القصة ” ليست رمانة بل قلوب مليانة!”

خاصة انه بعد ساعات قليلة من القرار السّعودي، أعلنت اليونان عن ضبط 4 اطنان من المخدرات متجهة من لبنان لسلوفاكيا وذلك بعد تلقي معلومات من الجانب الأميركي ومساعدة السّعوديّة كاشفة أنّ القيمة السّوقيّة لشحنة المخدرات المضبوطة تبلغ 33 مليون يورو وكانت هذه الكميات مخبئة في مكنات لصنع حلوى الكاب كيك

وكأن لسان حال الوضع يقول: أنا وخيّي ع ابن عمّي؟ وأمام هذين الموقفين ليس بوسعنا إلّا أن نسأل: هل الأخوان “اليونا_سعودمركان” اتفقا على ابن عمهما فقسموه؟ واتفقوا كلهم على الغريب، ليصبح لبنان في ظل ما يشهده من انقسامات هو الابن العمّ والغريب في الوقت عينه؟

الأمن الهش في المطار:

الغريب في الموضوع انه كيف لامريكا ان تعلم بتفاصيل ما يستورده لبنان ويصدره داخل المطار وكيف علمت بموضوع المخدرات الخارجة من لبنان والمتجهة نحو دولتين لا تمر أيّ منهما بطريقها مع العلم ان الجهة السياسية التي تدير المطار معروفة

والغموض الاكبر يمكن في عدد الكميات الضخمة التي خرجت من مطار بيروت دون حسيب ولا رقيب حيث أصبح من الواضح ان امريكا اليوم تسعى وراء الكواليس لوقف تصدير أيّ غرض من لبنان نحو أيّ دولة بغية خنق اقتصاده بطريقة تجعل الداخل اللبناني يزيد من غضبه اتجاه حزب الله ليخضع هذا الأخير تحت ضغط الشعب بتسليم سلاحه “رغم استحالة الموضوع”؟ فهل يمكننا أن نقول اليوم أنّ الذي ساهم في تصدير الكابتاغون من لبنان وأثر على واجهته الاقتصاديّة هو نفسه المقصود بكلّ خطاب للأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله تحت عنوان العميل الداخلي؟

تاريخ حافل بالتهريبات:

تضاربت المعلومات حول ما إذا كانت الشحنة المهربة قد مرت بسوريا قبل ارسالها الى السعودية خاصة وأنها ليست المرة الأولى!

إذ نشرت صحيفة بريطانية في آذار الماضي مقال حول دور حزب الله اللبناني في إنتاج المخدرات في سوريا. وخلال السنوات الثلاث الماضية، زادت أنشطة إنتاج حبوب الكبتاجون، فضلا عن تهريبها في مناطق مختلفة من سوريا، خاصة في جنوب البلاد.

ويعود السبب وراء انتشار هذا النوع من المخدرات إلى زيادة عدد معامل ومعدات تصنيع الكبتاجون، والتي لا تحتاج إلى بنية متطورة بل تجرى أحيانا داخل المنازل ويتم ترويج تلك الحبوب المصنعة بهذه الطريقة غالبا في السوق المحلية. ووفقا للصحيفة فإن أغلب هذه المعدات مملوكة لشخص لبناني يدعى نوح زعيتر، والمعروف كأحد كبار تجار المخدرات في لبنان..

وتنقسم المناطق التي تتواجد فيها مصانع إنتاج حبوب الكبتاجون إلى عدة أقسام حسب كمية الإنتاج، وأهمها تقع في حمص وضواحي دمشق واللاذقية ودرعا.

ولكن بحكم “أخوة” لبنان وسوريا، حمّل لبنان على كاهله القضية كاملة.

اليوم نستطيع أن نقول أنّ الحبكة قاربت الانتهاء.. لبنان بات الابن العمّ المأكول حقّه، فهل طار البلد مع ملفات الفساد وسوء الادارة؟