قال عضو تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ«الجمهورية» انه قبل الإعلان عن الحكومة كان هناك حديث عن رفع الدعم عن المحروقات هذا الأسبوع، لكن في هذه الاثناء كانت تشهد المحطات إقبالا متزايدا وازدحاما كثيفا، مع العلم انّ غالبية الأشخاص الذين كانوا يقصدون المحطات هم تجّار وليسوا مواطنين بحاجة فعلاً لمادة البنزين، ما خلقَ جوا سيئا في المحطات و»هَرج ومَرج» طوال اليوم وحصلَ تلاسن وتضارب أحيانا، وكأنّ هناك مجموعة عصابات. لذا، ما عادت المحطات مكانا يقصده من هو بحاجة فعلاً الى البنزين، انما تحولت تعبئة البنزين الى تجارة تتسبّب بالكثير من المشاكل.
ورداً على سؤال، أكد شماس انّ مخزون البنزين متوفر إنما بكمية تكفي حوالى 4 أيام، والشركات لم تمتنع عن تسليم السوق لهذه المادة لكن المشكلة انّ غالبية أصحاب المحطات يرفضون استلام البضاعة، خصوصاً مع إحجام القوى الأمنية عن التدخل لفض أي مشكل. وبالتالي، انّ الحديث عن اقفال حوالى 90% من محطات المحروقات لا يعود فقط للنقص بهذه المادة إنما لرفض أصحاب المحطات العمل تحت هذا الضغط وبهذا الجَو الهستيري. أضاف: حتى لو أقدَمَ مصرف لبنان على فتح اعتمادات جديدة، فالمشكلة ليست بتوفر البنزين انما بالفوضى السائدة حالياً. وطالما انّ قرار رفع الدعم معلوم لدى الجميع ومرتقَب، فإنّ هذه الفوضى لن تنتهي، وسيستمر عمل تجار السوق السوداء بما يعني هدرا إضافيا لاموال المركزي.
وكشف شماس انّ يومية تجار السوق السوداء لا تقل عن مليون ليرة، فهؤلاء يتنقلون من محطة الى أخرى ما ان يحصلوا على البنزين يفرغون محتوى السيارة في غالونات ويتجهون الى محطة أخرى ويقفون في طابور جديد. ويتم تجميع هذه الغالونات في «فان» يخصّص لهذه المهمة، وصاحب «الفان» يتعاقد مع حوالى 7 الى 8 تجار سوق سوداء ويتولى مهمة تخزين وتجميع هذه الغالونات الى حين اقفال المحطات، وتصل يوميته الى حوالى 10 ملايين ليرة.
أما في ما خصّ المازوت، فأكد شماس انه بعد اصدار قرار يسمح بشرائه بـ 540 دولارا لكلّ من يرغب، يمكن القول انّ 70% من الأزمة حُلّت، وعمل السوق السوداء في هذا المجال تراجع كثير، وإذا كانت لا تزال موجودة فهي باتت تبيع طن المازوت بحوالى 600 دولار بعدما كانت تبيعه بـ1500 دولار. وكشف انه متى تم رفع الدعم عن سعر صفيحة البنزين من المتوقع ان يصبح سعرها 12.5 دولارا.