أخبار عاجلة

“المستقبل” راضٍ عن أداء ميقاتي وسيخوض الانتخابات بـ”اللحم الحيّ”

By Suzan Salma

October 02, 2021

منذ تأليف الحكومة ونيلها الثقة من كتلة “المستقبل”، لم يصدر عن الاخيرة أي موقف في شأن ما يقوم به الرئيس نجيب ميقاتي، ولا سيما انها التزمت دعمه واستمرار الشراكة معه. وكثرت الاسئلة عن الرئيس سعد الحريري وكيف سيواكب السنة الاخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون وتعاطيه مع الانتخابات النيابية المنتظرة، ولا سيما ان ثمة من حاول بث شائعات لدى نخب بيروتية مفادها أن الرجل قد لا يخوض هذا الاستحقاق ويعتزل العمل السياسي نتيجة جملة من الصعوبات المادية والضغوط السياسية المحلية والخارجية التي تحاصره.

بدايةً لا اساس لكل ما يتداوله البعض من ان “تيار المستقبل” غير مطمئن الى أداء ميقاتي، بل على العكس ان علاقة طيبة تربط بين الطرفين، وان “التيار الازرق” كان في مقدم الداعمين له وإنْ لم يخفِ عدم ارتياحه الى عدد من الوزراء الآخرين. ويقصد بالآخرين المجموعة المحسوبة على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ولا يرى “المستقبل” ان “القبضة” الاولى هي من نصيب باسيل في الحكومة، والا لما كان عمل على تأييدها. ويستند هنا الى مواقف حلفاء واصدقاء له تبدأ من الرئيس نبيه بري وتصل الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. ولا يزال “التيار” على ربط نزاعه مع “حزب الله” ولم تنقطع خطوط التواصل بين الجهتين. ويعبّر “المستقبل” عن ارتياحه الى الوزراء السنّة مثل ناصر ياسين وفراس الابيض وصولا الى أمين سلام – ولا يراه وزيرا في موقع الملك – ومجموعة من “الاصدقاء الآخرين”، مع الاشارة الى ان ياسين والابيض كانا في تشكيلة الحريري.

ومن هنا لا ملاحظات لدى “المستقبل” على مقاربات ميقاتي وادارته للحكومة، وان ما يهمه هو تسيير عمل المؤسسات ورفض الفراغ في أي مؤسسة. وهذا ما يشدد عليه عند كل استحقاق بغية انتظام عمل الدولة ومؤسساتها الدستورية وعدم الوقوع في اي فراغ. ولا يريد التعليق على اللجنة الوزارية المكلفة التفاوض مع صندوق النقد الدولي حتى لو ضمّت في عضويتها مستشارين لرئيس الجمهورية، وان “كل الثقة متوافرة في شخص الرئيس ميقاتي”، ولا حاجة الى اجراء كشف يومي حيال ما يقوم به في الحكومة ما دام الاتفاق على الخطوط العريضة موجوداً، وان “التعاطي معه اليوم يختلف بالطبع عن حكومة 2011”.

في غضون ذلك، يعرف “المستقبل” ان أولوية الحكومة هي الخروج قدر الامكان من كل الاعباء الاقتصادية والمعيشية وانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات مع صندوق النقد، الا ان جميع الافرقاء “سيغرقون” في استحقاق الانتخابات النيابية. وقد باشر “المستقبل” بالفعل في تحضير ماكيناته ولجانه في مختلف الدوائر التي سيترشح فيها بناء على توجيهات رئيسه، كما باشر امينه العام أحمد الحريري اجراء التحضيرات اللوجستية في بيروت والمناطق. ورداً على ان الاموال ستكون العقبة الرئيسية عند هذا الفريق في الانتخابات، يأتي الجواب بأن لا خشية من المواجهة بـ “اللحم الحي” شأن دورة 2018. ولديه كل الثقة بقواعده داخل الطائفة السنية وخارجها. وعند شعوره بأي نية للتمديد للمجلس الحالي ستعلن كتلته تقديم استقالتها من المجلس في “أول دقيقة” لهذا الطرح المرفوض. ولن يؤيد في المقابل حرمان المغتربين الاقتراع شأن المقيمين ويعترض على تخصيص ستة مقاعد للمنتشرين “بل من الضروري ان تكون لهم كلمتهم في النواب الـ 128. وان من الافضل ألا ينتقل فيروس المذهبية الى ديار الاغتراب قدر الامكان”.

وعن تحضير المرشحين، يوضح قيادي في موقع القرار في “تيار المستقبل” ان حزبه بدأ فعلا بـ”فلترة” الاسماء المطروحة للترشيح، وان هناك وجوهاً جديدة ستدخل الميدان بالطبع مع الابقاء على نواب حاليين. وثمة رسالة كان قد أعلنها الرئيس

لحريري لـ”النهار” قبيل اعتذراه عن عدم تأليف الحكومة بانه لن يكتفي بترشيح اسماء سنية فقط، “وسنعمل وفق مصلحتنا”، ولن يتم التعاون مع شخصيات حزبية ما عدا حصول تفاهم مع جنبلاط في عدد من المقاعد في دوائر مشتركة. ولا يمانع “المستقبل” ايضا في تطبيق هذا السيناريو مع الرئيس نبيه بري، ولن يكون “حزب الله” بعيدا من هذا التفاهم. ولا يستبعد التحالف والتعاون الانتخابي مع “تيار العزم” في طرابلس.

“ولن تغفر” قواعد السنّة في فلك الحريرية هذه المرة ترشيح وجوه غير مجربة، ولا سيما ان الطائفة تعج بوجوه في اكثر من ميدان مثل الناشطين في جمعية المقاصد، واذا كان هذا الفريق هو الاول عند السنّة فيكفيه الاستناد الى “جيش” دار الفتوى، لكن ثمة من يحذره ويطلب منه ان يحسن اختيار مرشحين فاعلين على الارض يعرفهم ابناء العاصمة والدوائر الاخرى، وان انزال مرشحين بـ”الباراشوت” لا ينفع في الدورة المقبلة، ولا سيما ان سبعة او ثمانية مقاعد سنية من اصل 27 تصب في مصلحة شخصيات لا تلتقي مع “المستقبل” وتضمن نجاحها بسبب طبيعة القانون الحالي. ولذلك سيجري “الشغل” على اصدقاء مسيحيين في الدوائر التي يشكل فيها السنّة بيضة القبان الانتخابي الذي لم يحسن اصحابه استعماله كما يجب في الدورة السابقة.

واذا كان “التيار الازرق” يستعد لمواجهة مفتوحة مع العونيين، فثمة رسالة ايضا يوجهها الى “القوات اللبنانية” تحت عنوان “مصلحتي فوق كل اعتبار”. ويبدو كأنه يقول للدكتور سمير جعجع: لا تتوقع هذه المرة اي اسناد سني في أكثر من دائرة لتأمين حواصل لمرشحيه تبدأ من الاشرفية الى زحلة والبقاع الشمالي والشمال وعكار وكل لبنان. وعلى سيرة الانتخابات التي ستتحول اولوية اهتمامات يوميات المواطنين على رغم سوء اوضاعهم المعيشية، يرحب “المستقبل” بمشاركة جمعيات المجتمع المدني في الانتخابات ومشاركة الجميع في هذا الاستحقاق، وليعبّر اللبنانيون عن خياراتهم الحقيقية بشفافية في الندوة البرلمانية المقبلة. المصدر: النهار