كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، عن الموعد المنتظر لإنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل وعن الآلية التي سيتم فيها التوقيع على الاتفاق لافتًا إلى أنّ “التوقيع على الإتفاق سيتم بين 26 و27 تشرين الاول”.
وقال في حديثٍ لـ “الحرة”: “الذكاء في هذا الاتفاق نابع من فهم الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الوضع اللبناني وعدم القدرة على إبرام معاهدة دولية مع اسرائيل لكونها دولة عدو للبنان”.
وأضاف، “هو أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ووجد طريقة خلاقة من خلال إبرام اتفاق بين اميركا وكل من اسرائيل ولبنان يحدّد النقاط التي تم التوافق حولها. هذه النقاط التي أدرجتها الولايات المتحدة في رسالة سترسلها لكل من لبنان وإسرائيل. وسيرد لبنان بالموافقة الخطية
على مضمون الرسالة، وكذلك ترد إسرائيل بالطريقة نفسها”.
قرار التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود سيتخذه رئيس الجمهورية
وتابع بو صعب، “يُعرض غداً، إن تسليم الرسائل قد يحصل في 26 أو 27 من الشهر الحالي تحت علم الأمم المتحدة في الناقورة.
وعن الطرف اللبناني الذي سيوقع على هذا الرسالة أجاب بو صعب، إن هذا القرار يتخذه رئيس الجمهورية وهو سيختار الفريق الذي سيذهب الى الناقورة لتسليم الرسالة”.
وعن مضمون المكالمة التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس عون، لفت إلى أنّه “كان اتصالاً مهمًا ومطولاً تطرق فيه الرئيس الأميركي الى المرحلة المقبلة .
ووعد بأن الجانب الأميركي سيكون حريصًا على ضمان احترام الجانب الإسرائيلي للاتفاقية الموقعةـ وأكثر من ذلك أن هذا الاتفاق سيفتح امام لبنان أفقا جديدا من الاستثمارات الأجنبية التي تخلق فرص عمل للبنانيين، كما حُكي بأمور أكثر منذ ذلك بكثير”.
وأشار إلى أنّ “بايدن شكر عون على الجهد المبذول وأكّد له وقوف بلاده الى جانب لبنان لضمان انتقاله الى مرحلة جديدة، ورأى بو صعب في كلام بايدن انفتاحا جديدا على لبنان.
وأردف، “صحيح أنّ الاتفاقية هي الأساس ولكن هناك ما وراء الاتفاقية وما هو متعلق باستخراج الغاز والانفتاح. وسنرى الإثنين أو الثلاثاء بياناً من مجلس الأمن يرحب فيه بما تم إنجازه ويؤكد انها فرصة أمل للبنانيين ولاقتصادهم وازدهارهم”.
ونوّه بـ “الأولوية التي أعطاها الرئيس بايدن لهذا الاتفاق والجهد الكبير الذي بذله في هذا الإطار، وقال أنّ التاريخ سيسجل له هذا الإنجاز.كما نوّه بطريقة التفاوض التي اعتمدها آموس هوكستين على قاعدة لا رابح ولا خاسر إنما التركيز على ما يمكن ان يكسبه كل طرف لمصلحة بلده”.
واعتبر بو صعب أنّ “البديل عن هذا الاتفاق كان يمكن ان يكون الحرب أوالتصعيد.
ورأى ان تهديد نتانياهو بإلغاء الاتفاق في حال فوزه في الانتخابات هو كلام انتخابي وأن اي اخلال بالاتفاق سيكون موجها ضد الولايات المتحدة ومصداقيتها امام العالم.
ورأى أن الاتفاق بيضمن أيضا عدم حصول اي استفزاز على الحدود لا من قبل حزب الله ولا من اي أحد”.
وكشف بو صعب أنّه و”بعد إعلان رئيس الجمهورية أن لبنان يريد ان يعيد النظر بالترسيم مع قبرص، وصلت رسالة الى وزير الخارجية اللبناني من نظيره القبرصي تطالب ببدء التفاوض لتعديل الحدود مع قبرص. واعتبر بو صعب ان القرار اليوم بيد رئيس الجمهورية الذي يقرر كيف يمكن ان نكمل مع قبرص”.
كذلك، دعا الى “الانتقال شمالا أيضًا لترسيم الحدود مع سوريا”، لافتًا إلى أنّ “الترسيم مع سوريا اقل صعوبة ويجب ان يبدأ الكلام بهذا الموضوع مناشدا بعض السياسيين في لبنان وضع خلافاتهم مع سوريا جانبا والتكلم مع القيادة السورية بموضوع النازحين وموضوع الترسيم في البحر آخذين في الاعتبار المصلحة الاقتصادية للبلدين”.
وشدّد على أنّ “اتفاق الترسيم سيُسهل استقدام الغاز المصري والكهرباء الأردنية وقال نعمل على هذا الموضوع مع الفريق ذاته في الإدارة الأميركية”.
ورأى بو صعب أنّ “الاتفاق هو انجاز فمنذ سنوات ونحن نحلم بأن يصبح لبنان دولة منتجة للنفط والغاز. علينا استغلال هذه الطاقة اليوم فهناك فرصة دولية ولاسيما في ظل الأزمة في اوروبا.
ورأى ان ما تحقق هو إنجاز لكل اللبنانيين ولكن لا يجب أن ننكر إصرار الرئيس عون على إيصال هذا الملف الى خواتيمه”.
وعن الدور الفرنسي، لفت بو صعب إلى أنّ “ما يعنينا اليوم هو ضمان وقوف فرنسا الى جانب لبنان لتسهيل عمل شركة توتال والاسراع ببدء العمل واستخراج الغاز”، مؤكّدًا أنّ “لبنان لن يدفع شيئا من حصته في حقل قانا الى اسرائيل وما سيدفع سيكون من حصة شركة “توتال”.
وأوضح بو صعب أنّ “الإشارات الأولية تفيد بأن حقل قانا يوازي تقريبا حقل كاريش بكميات الغاز وفق الدراسات الأولية لشركة توتال”.
وتوقّع أن “تبدأ الشركة بالتنقيب خلال أشهر ويمكن أن يبدأ الاستخراج بعد اربع سنوات. ولكن قبل ذلك يمكن ان نشهد عودة الاستثمارات والشركات الاجنبيةـ كما ان هذا الأمر سيسهل مهمة لبنان مع صندوق النقد الدولي”.
وختم بو صعب مطمئنًا اللّبنانيين بأن “المجتمع الدولي لن يقبل بالعبث بالأموال التي ستأتي فيما بعد الى الصندوق السيادي. وقال عين فرنسا وأوروبا وأميركا والعالم كله صارت على لبنان بهذا الموضوع”.