اذا أردنا أن نبدأ بتفسير معني 100 ألف لبناني فهي أولا تقارب الدولار الواحد في سعر الصرف، بعد أن كان 1500 ليرة لبنانية منذ سنوات.. أما اذا أردنا أن ندخل من الجوانب النفسية والاجتماعية، فللبناني 100 ألف هم معيشي واقتصادي، و 100 ألف مشاكل صحية ونفسية بسبب الأوضاع التي الت اليها البلاد.
كابوس سيطر على حياة اللبناني ب 100 ألف هم
أمام هذا الواقع المعيشي الصعب الذي وصل اليه البلد انعدمت القدرة الشرائية لدى المواطنين، وبعد أن تخلوا عن الكماليات تفاقم الوضع سوءا حتى أصبح شراء الاولويات بمثابة حلم لدى البعض. فالطبقة الوسطى اختفت واصبح التفاوت الاجتماعي والانحدار الطبقي من مظاهر الحياة في لبنان ف اما فقر مدقع أو ثراء فاحش.
ماذا يشتري اللبناني ب 100 ألف ليرة لبنانية؟
من البديهي أن ال 100 ألف ليرة لا تكفي لتشبع فيه سيارتك أو حتى معدتك، فهي لا تكفي لدخول مطعم أو قهوة صغيرة، لكنها قد تكون حلم لمن يحلم بشراء ربطة خبز ليسكت صراخ بطون أطفاله الجائعة، بالتأكيد لا تكفي ال 100 ليرة لشراء كيلو من اللحمة بعد أن تجاوز سعره المليون لكنها قد تجعلك تتذوق طعمها، فكيلو اللحمة أصبح يباع بالوقيات والربع وقيات من أجل ارضاء مختلف الزبائن ومراعاة لأوضاعهم.
قد تساهم ال 100 الف في شراء فنجان من القهوة، تشربه وتتحسر على الوضع الذي وصلت اليه نتيجة اهمال وسرقات طالت اموال اللبنانيين لسنوات. لكن بالتأكيد لن تكفيك لشراء حاجاتك الأساسية ولو ضربت هذه ال 100 ألف ب 10 ستبقى قليلة جدا أمام الغلاء الذي نعيشه اليوم.
فواتير شهرية والراتب لا يتخطى ال 100 الف في اليوم!
يترتب على اللبناني فواتير مختلفة ومتعددة فمن فاتورتي الكهرباء والاشتراك الى فاتورة الماء والمأكولات، أقساط المدارس والجامعات وحتى أقساط الميكانيك والأعطال والمستشفيات في الحالات الصحية وغيرها من الفواتير اليومية والشهرية،ناهيك عن أجارات البيوت والمحلات.
جميعها فواتير تتربع على أعناق مواطن لا يتخطى راتبه ال 50 دولار في الشهر، يبقى السؤال واحد كيف سيرضي هذا العامل رب عمله وعائلته ودولته أمام هذه الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجهه في حياته اليومية؟