عرض “نادي قضاة لبنان” خلال لقاء له عن الواقع المادي والمعنوي للقضاة، واسباب اضرابهم المفتوح. ورد رئيس النادي القاضي فيصل مكي والاعضاء القضاة محمد فواز وجوزف تامر وحسن حمدان على ما اسموه “الحملة الممنهجة ضد قضيتهم، والمعلومات المضللة والكاذبة التي يواجهها معظم القضاة، وعلى الاتهامات التي تطال السلطة القضائية”.
بداية، اشار القاضي مكي الى ان “هذا اللقاء اراده قضاة من داخل النادي ومن خارجه، وسيجيب عن كل الأسئلة التي تتناول القضاة، لا سيما ان كما كبيرا من الاتهامات طالتهم واغلب المعلومات التي نشرت هي معلومات كاذبة ومضللة”.ولفت الى ان “اغلب القطاعات اضربت وطالبت بحقوق ولم تلق تحركاتها ما يواجهه القضاة”، لافتا الى أن هناك “حملة ممنهجة لضرب القضاء، وهناك مواطنون ينجرون الى هذه الحملة”، مشددا على ان “الخاسر الاكبر من نجاح هذه الخطة ان وصلت الى غايتها المنشودة، هو المواطن الذي يساهم اليوم في تأجيجها وبالتالي البلد ومستقبل اولادنا”.
ودعا الى “الوقوف الى جانب القضاة الذين يقومون بعملهم بشفافية”، مشيرا الى أن “اغلبية القضاة في حال توقف قسري عن العمل، ليس اعتكافا وانما استحالة في الوصول الى العمل نتيجة الظروف المادية الصعبة”، موضحا ان هناك “قضاة ما زالوا مستمرين بعملهم، وهم القضاة القادرون بسبب امكاناتهم المادية والمعنوية. واذا استمر الوضع على ما هو عليه ولم يتم تصحيح الاوضاع سيتوقف الجميع عن العمل بسبب استنفاد اماناتهم”.وأكد ان “الوضع المعيشي ليس المشكلة الوحيدة بل ايضا مكان العمل غير الملائم، اذ لا ماء ولا كهرباء”، كاشفا ان “بعض القضاة كانوا ينفقون على العدلية من تصليح وترميم الحمامات”.ووجه مكي ثلاث رسائل: “الاولى الى المسؤولين: عليهم احترام الصلاحيات ورفع اليد عن القضاء واقرار قانون استقلاليته.والرسالة الثانية الى الاعلام: وجوب احترام حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة امر مقدس، فالحرية لا تعفي من قول الحقيقة كاملة من دون زيادة او نقصان او تجاهل وعلى الاعلام توخي الدقة في نقل صورة القضاء الحقيقية. اما الرسالة الثالثة فموجهة الى الشعب: الشعب مقهور، مسلوب، منهوب لا حول له ولا قوة ويقوم بصب جام غضبه على القضاة بمجملهم وهذا تبرئة للفاعل”.
ورأى ان “الحل يكون بالضغط من اجل: اقرار قانون استقلالية القضاء، إلغاء الحصانات، رفع السرية المصرفية في الملفات القضائية، تفعيل التفتيش القضائي، إلغاء الطائفية السياسية وإعادة الثقة بالقضاء. وكل كلام سوى ذلك هو جلد للذات والغرق اكثر واكثر في المستنقع الذي نعيش فيه”.