زياد عيتاني – اساس ميديا
هل تتخلّى إيران بسهولة عن مشروعها التوسّعي في العالم العربي الذي دفعت عليه المال والدماء طوال 40 عاماً؟هل تأمن السعودية للوسيط الصيني بأن يكون ضماناً للاتفاق، بخاصّة أنّها التجربة الصينية الأولى في مسارات كهذه؟تساؤلان طرحهما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ردّاً على سؤال عن رأيه في الاتفاق الإيراني السعودي سأله إيّاه أحد أعضاء وفد بيروتي زاره قبل أيام في السراي الحكومي الكبير، وأردف بالقول: “علينا نحن اللبنانيين أن لا نراهن على التقارب السعودي الإيراني، فهو تقارب مصلحي خاصّ. الإيراني لديه مشروع وأهداف، والسعودي لديه مشروع وأهداف. الأوّل يسعى إلى فتح أسواق الخليج أمامه وجلب الاستثمارات العربية الضخمة إليه لمواجهة أزمته المالية والاقتصادية بفعل الحصار المفروض عليه، والثاني يسعى إلى حماية مشروعه الإنمائي الاقتصادي 2030 الذي يعني دول الخليج كلّها من مخاطر العبث الخارجي”.أضاف: “الرهان الأكبر هو على الوسيط الصيني المطالَب بأن يُثبت أنّه وسيط محايد نزيه، ولا تأخذه المصالح الخاصة على حساب الحيادية عند مواجهة أوّل مشكلة أو أزمة خلال تطبيق الاتفاق”.تابع ميقاتي: “لقد التقيت وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وتحدّثنا بوضوح، وقد لمست أنّ الملف اللبناني ليس أولويّة الآن في الرؤية السعودية. هم لم يتخلّوا عنّا، لكن لسنا ضمن أولويّاتهم. أتمنّى أن ينجح الاتفاق الإيراني السعودي. إن لم يحلّ هذا الاتفاق مشاكلنا فسيريح الوضع اللبناني عامّة، وقد يصيبنا بعض الخير منه، فإن ارتاح الخليج أمنيّاً فقد يُنظر إلينا في لبنان”.
حذّر الرئيس ميقاتي من الأيام المقبلة: “هناك أيام صعبة سنمرّ فيها. أيام كوارثية اقتصادياً تكاد تكون كلّ الآفاق فيها مقفلةأصابني القرفلمس الوفد البيروتي لدى الرئيس ميقاتي إحباطاً وقرفاً ممّا آلت إليه الأوضاع الداخلية وكيفية تعاطي الأفرقاء اللبنانيين بعضهم مع بعض. فهو متشائم في ما يتعلّق بالوصول إلى حلّ قريب في ملفّ الانتخابات الرئاسية، فـ”لا أحد يريد أن يتنازل ولا أحد راغب بانتخاب رئيس من خارج صفوفه”. وهو عاتب على البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط لجهة كيفية تعاطيهما مع مسألة تقديم الساعة، وقال في هذا الإطار: “اتّفقت مع البطريرك الذي أقدّره وأحترمه قبل نصف ساعة، وفوجئت بعد ذلك ببيان صدر عن بكركي مختلف كلّياً عمّا تكلّمنا فيه، وأمّا الوزير عباس الحلبي فأصدر تعميماً مخالفاً لما اتّفقنا عليه، وحين سألته: “لماذا فعلت ذلك؟”، أجابني: “سألت وليد بك وقال لي ما أفعل”. كيف يمكنني أن أقود بلداً كهذا وحكومةً من وزراء ولاؤهم للطائفة والمذهب والحزب وليس للعمل العامّ. لقد مرّ عليّ خلال العمل السياسي الكثير الكثير، لكنّني لم أتخيّل يوماً أن أصل إلى هذا المستوى. على ماذا يتّفقون ويتوحّدون؟ على الساعة؟ هل هذه هي القضية أم هناك قضايا أهمّ كرئاسة الجمهورية والأزمة الاقتصادية؟”.حذّر الرئيس ميقاتي من الأيام المقبلة: “هناك أيام صعبة سنمرّ فيها. أيام كوارثية اقتصادياً تكاد تكون كلّ الآفاق فيها مقفلة. أعان الله لبنان وشعبه على ما ينتظرنا”.
إلى ذلك لمّح ميقاتي أمام الوفد إلى رغبته بالانكفاء بعد انتخاب رئيس للجمهورية، قائلاً: “عملت نائباً ووزيراً ورئيس حكومة أكثر من مرّة، ولم تعُد هذه الألقاب تهمّني، وليس هناك ما يشجّع على تكرار التجربة وسط نفس المعطيات وذهنيّة التفكير. إنّني أشعر بالقرف”.