بين ما تحمله الأيام القادمة من مستجدات ايجابية في ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل، هل يكون هذا الملف هو آخر ما يبت به الرئيس عون قبل مغادرته القصر؟
ترسيم الحدود مع اسرائيل
تنازع لبنان مع إسرائيل على منطقة في البحر المتوسط غنيةٍ بالنفط والغاز، تبلغ مساحتها نحو 860 كم مربعاً، وتعرف بالـ “بلوك رقم 9”.والحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لم يسبق أن شهدت نزاعات عسكرية على غرار الحدود البرية.ف “حزب الله” المدعوم من إيران يسيطر على الجنوب اللبناني المحاذي برّاً لإسرائيل، وبين الحين والآخر تحدث توترات على الحدود، بسبب “محاولات مقاتلي الحزب اختراق الحدود” حسب وصف إسرائيل.وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بدأ الجانبان مفاوضات برعاية الأمم المتحدة ووساطةٍ أمريكية، بهدف الانتهاء من ملف ترسيم الحدود.وبما أن لبنان يعتبر إسرائيل “عدوّاً” له منذ نشأتها عام 1948، تطلب الأمر استباق المفاوضات بمراحل وساطات لحلّ الصراع على الحدود البحرية.
الوساطة والمفاوضات
-في عام 2012، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية عبر موفدها فريدريك هوف، اقتراحاً لحلّ النزاع البحري بين لبنان و إسرائيل، وذلك بتقاسم المنطقة المتنازع عليها، برسم ما يعرف بـ “خط هوف”.وبموجب خط “هوف” يحصل لبنان على حوالى 500 كلم مربّع، وإسرائيل على حوالى 360 كلم مربعاً من أصل مساحة الـ 860 كلم مربعاً المتنازع عليها.لكن لبنان رفض حينها هذا الاقتراح، على اعتبار أن المساحة الكاملة ( بما فيها الحصة المعطاة لإسرائيل 360 كلم2) هي من حقّه.عندها، اقترح الجانب الأميركي أن يكون خط “هوف” خطاً مؤقتاً وليس حدوداً نهائية، لكن الجانب اللبناني رفض ذلك خشية تحوّل المؤقت إلى دائم عند الإسرائيلي.-في 16 فبراير/شباط سنة 2018، و بعد حوالي أسبوع من توقيع لبنان عقدا مع ائتلاف الشركات الدولية، دخلت أميركا بالوساطة مجدداً بين لبنان وإسرائيل عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد ليتم بعدها فتح ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل.
- أعاد ساترفيلد اقتراحات “هوف” 2012 لرسم الحدود البحرية بين الطرفين، غير أن لبنان رفض المقترح.ولفت بيان صادر عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي في حينه، إصراره على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم أبريل/نيسان 1996 التي تضمّ لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة.
- في مارس/آذار 2019، زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لبنان، والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري، وتناقش معهم في عدّة مواضيع منها ترسيم خط الحدود البحري بين لبنان وإسرائيل.
- في مايو/ أيار 2019، زار ساترفيلد لبنان مرتين في غضون أيام، والتقى كلاً من الحريري وبرّي ووزير الخارجية اللبناني حينها جبران باسيل، وأبلغهم قبل مغادرته بيروت إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة، تشمل الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل.
- استمر ساترفيلد بمفاوضاته مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي، إلى أن تمّ تعيين ديفيد شينكر خلفاً له في سبتمبر/أيلول 2019
- في 3 سبتمر/أيلول 2020، زار شينكر لبنان على خلفية انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب، لكنّه لم يلتقِ أياً من الرؤساء مع أنّ زيارته وضعت سابقاً في إطار استكمال المناقشات حيال ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، لا سيما مع برّي الذي يتولّى الملف.
المستجدات الأخيرة ونتائج المفاوضات لملف ترسيم الحدود مع اسرائيل
وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بشكل أولى، على مسودة اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.الاتفاق هو مقترح جرى بوساطة أمريكية، بهدف إنهاء النزاع القائم بين البلدين على الحدود البحرية بينهما، واستغلال المياه الإقليمية.وقامت عدة دول باكتشافات ضخمة من الغاز الطبيعي، خلال السنوات الماضية، في حوض البحر المتوسط، منها إسرائيل.وكانت الوساطة الأمريكية أمرا ضروريا، نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية، بين لبنان، وإسرائيلكما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الأمور تسير على الطريق الصحيح في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وإن موقف لبنان موحد، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أودي أديري قدم استقالته من رئاسة الوفد الإسرائيلي المفاوض.وأوضح ميقاتي أن لبنان سيرسل ردا إلى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين يتضمن ملاحظات تقنية، لكن المسلّمات الأساسية لهذا الاتفاق تامة، وفق قوله.