محليات

“لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا”

By Suzan Salma

June 16, 2022

أسبوع حاسم يقف أمامه لبنان، وعد المبعوث الأميركي لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين في أن يعود بعده بجواب اسرائيلي على المُقترح اللبناني الذي تقدّم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فما هو هذا الطرح؟

مصادر تابعة للمفاوضات: “لبنان فرض حدّا أدنى هو أكثر بكثير ممّا كان يطمح بالحصول عليه في السنوات الماضية، فنقل الطموح اللبناني من خطّ هوف الى الخطّ 23 حدّا أقصى الى أكثر من الخطّ 23، أو ما بات يُعرف بالخط 23 + حدّا أدنى، مُكرّسا معادلة “لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا”، فالخطّ 23 لا يضمّ بالأساس حقل قانا، وبالمعادلة الجديدة يكون لبنان قد ربح مسافة بحرية واسعة”.قال هوكشتاين للمسؤولين اللبنانيين في مستهلّ عرضه لمجمل ملفّ الترسيم: “كانت لديكم فرصة قبل عشر سنوات للتنقيب واستخراج النفط ولكنّكم عرقلتم هذه المسيرة بأنفسكم. كانت فرصتكم بمتناول اليد، ولو التقطتموها لكنتم اليوم في موقع من يستخرج ويبيع الى اوروبا الغاز التي هي بحاجة إليه بدل الغاز الروسي”.كلام هوكشتاين يعيد المصادر الى العام 2011 عندما أطلقت وزارة الطاقة والمياه مناقصة التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية. يومها تقدمت أكثر من 70 شركة عالمية، وتأهّل منها أكثر من 40. وتقول المصادر: لو لم يعرقل أطراف داخليون حينها هذه العملية وإستقال الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2013 تهرّبا من إقرار مراسيم إستخراج النفط والغاز وتقسيم البلوكات، لكان لبنان اليوم بألف خير ولكان انضمّ الى نادي الدول المنتجة للنفط، ولم يكن في الأزمة التي يتخبّط فيها.

فهل ما جرى هو مشروع مقصود لإفشال المسار اللبناني باستخراج الموارد الطبيعية لإخضاع البلد وإيصاله الى ما وصل اليه اليوم من انهيار قسري وسرقة أموال الناس بعد سرقة خزائن الدولة؟

لم يتطرّق الطرح اللبناني حصراً الى الخطوط كمسألة أساسية لضمان حفظ الحقوق اللبنانية، إنّما طلب أيضا ضمانة من الوسيط الأميركي بأن لا تعترض اسرائيل مسار لبنان ببدء التنقيب والإستخراج، في ضوء معلومات أكيدة تبيّنت للمسؤولين اللبنانيين بأنّ تل أبيب ضغطت على شركة توتال الفرنسية وهدّدتها ومنعتها من إستكمال الحفر في البلوك رقم 4 وعدم التوجّه بتاتا الى البلوك رقم 9، وجميعنا يتذكّر ما سُرّب عن أنّ شركة توتال لم تجد في البلوك رقم 4 كميّات تجارية من الغاز، في حجّة أُعطيت حينها لوقف التنقيب.لذا، كرّس الطرح اللبناني بحسب المعلومات أنّ الجزء الاساسي من أيّ اتفاق هو أن تضمن واشنطن عدم تعرّض اسرائيل للشركات التي ستأتي للعمل في المياه الإقليمية اللبنانية، الأمر الذي يكفل قدرة لبنان على بدء الاستخراج بشكل عاجل.في المحصّلة، أيّام حاسمة تفصل عن الإعلان عن نتيجة الجولة الأخيرة التي سيضطلع بها هوكشتاين بين بيروت وتل أبيب، خاتماً مهمّة أميركية بدأت في العام 2020. وتكشف معلومات دقيقة أنّ ما فُهم من لقاءات هوكشتاين في الساعات الأخيرة قبل مغادرته لبنان أنّ ما كُتب قد كُتب وأنّ إتفاق الترسيم على قاب قوسين من الإنجاز!

المصدر: ليبانون فايلز