استضاف قطاع الشباب في منسقية تيار المستقبل في صيدا والجنوب، عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سامي فتفت في لقاء عن الأوضاع الراهنة وموقف “تيار المستقبل” من مختلف التطورات السياسية والعامة في البلاد، في حضور عضو المكتب السياسي في التيار الدكتور ناصر حمود ومنسق عام “المستقبل” في صيدا والجنوب مازن حشيشو وعدد من أعضاء مكتب ومجلس المنسقية ومنسق قطاع الشباب زياد أشقر وجمع من شباب وشابات القطاع. حشيشوبعد ترحيب من أشقر، ألقى حشيشو كلمة أشار فيها إلى أنّ هذا اللقاء “باكورة انشطة قطاع الشباب في المنسقية”، وقال: “إنّ وطننا الحبيب لبنان يمر في مفترق طرق خطير وهو مهدد بزوال هويته ودوره في ظل الوضع السياسي الذي يعيشه بهذه الحدة لأول مرة في تاريخه، وكنا قد عقدنا الامل بعد الافراج عن حكومة اختصاصيين أن تعمل على فرملة الانهيار وتنكب على ايجاد الحلول للأزمة الاقتصادية والمالية المستفحلة وفتح قنوات الاتصال مع الدول العربية والغربية من أجل إستعادة الثقة بهذا البلد، لكن تعنت البعض ومواصلة سياسة صم الآذان عن وجع الناس وإطلاق العنان للمواقف غير المسؤولة يقودنا يوماً بعد يوم الى قعر جهنم التي كانوا قد بشرونا بها، ولكننا وكما عودنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن نفقد الأمل بهذا البلد وسنظل نردد على مسامعهم مقولته الشهيرة “ما حدا أكبر من بلده” ولو أنّهم يعتبرون “لبنان اولاً” لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا اليه”. وتابع: “لقاؤنا اليوم مع النائب سامي فتفت لنناقش وإياه الاوضاع السياسية الراهنة، انطلاقا من المشهد السوداوي الذي نعيشه من تدهور على المستويات كافة إلى اوضاع المنطقة وتأثيراتها على الوضع في لبنان إلى الاستحقاق الأهم الذي بات داهماً على الابواب وهو استحقاق الانتخابات النيابية واستشراف مرحلة ما بعد الانتخابات وموقف تيار المستقبل من كل هذه المستجدات”. فتفتاستهل النائب فتفت حديثه بتوجيه الشكر الى قطاع الشباب في المستقبل – الجنوب، على دعوته، معرباً عن سعادته وإعتزازه بوجوده في مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ثم انتقل إلى الحديث عن الوضع الراهن في لبنان، فإعتبر أنّنا “وصلنا للأسف إلى مرحلة يحاول حزب الله اخذنا فيها إلى ما يناقض اتفاق الطائف الذي جاء في مقدمته، أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربي الهوية الانتماء، بينما حزب الله يأخذنا إلى مكان آخر”. واستعرض فتفت مطولاً مسار تعاطي الرئيس سعد الحريري مع حزب الله والأسباب التي دفعته ليقوم بربط نزاع مع الحزب، “وهو تجنيب البلد ما جرى في سوريا من حرب كان الحزب سبباً فيها وكي لا نصل إلى اقتتال مذهبي في الداخل اللبناني”. وقال: “مع بداية الاقتتال في سوريا بدأ يزداد الشحن السني – الشيعي في الداخل اللبناني حينها ارتأى الرئيس الحريري تحييد سنة لبنان عن هذا الصراع، رغم أنّه للأسف كان هناك من يحمس بيئتنا للدخول في الاقتتال العسكري ونحن لم نكن نريد أن نحملها. فاختار الرئيس الحريري الذهاب الى ربط نزاع مع حزب الله وحماية البلد وهذا كان كله بغطاء عربي وأميركي لأنّ الكل كان يدعم فكرة تحييد لبنان. لكن حزب الله لم يلتزم واستخدم فائض القوة لديه بالذهاب بعيدا في القتال في سوريا، ثم في اليمن والعراق، وتسبب للبنان بمشكلات كبيرة مع محيطه العربي وبات يهدد أمن المملكة العربية السعودية والخليج عموماً”. أضاف: “برأيي اليوم نحن كتيار أصبحنا أمام محطة مفصلية، وهذا رأيناه في آخر بيان للرئيس الحريري واخر تغريدة له. وأنا اعتبر أنّه بالنسبة إلى ربط النزاع مع حزب الله “عظم الله اجركم” ولا نستطيع أنّ نكمل به لأسباب عدة. ولكن هذا لا يعني اننا سنفرط بالبلد. نحن رفضنا أن يحدث في صيدا وبيروت وطرابلس ما حدث في حمص وحلب وغيرها من المدن السورية التي دمرت. ربما دفعنا ثمن موقفنا هذا بالسياسة و “من جيبتنا” لكن في مكان ما منعنا الدم. لكن للأسف لم يلاقينا احد في أي مكان. نعم نحن ضحينا في سبيل وطننا، وهذه مدرسة رفيق الحريري وهذا تفكيرنا، ولن نكون يوماً أناساً نحمل السلاح وننزل إلى الطريق، ولسنا مستعدين لاستثمار السلاح بالسياسة. وفي الوقت نفسه نحن اليوم لا نقول إنّنا غير مستعدين للمواجهة مع الحزب، إنّما ليس المواجهة العسكرية لأنّها ستأخذنا إلى مكان بشع نواجهه بالموقف الواضح”. وأردف: “نحن بحاجة إلى خطاب سياسي مقنع نوضح للناس فيه لماذا قمنا بربط نزاع مع الحزب، ولماذا لم يعد هذا الأمر مجدياً اليوم، نحن بحاجة أيضاً لوقفة بوجه هذا التمدد الذي وصل اليه المحور الإيراني الذي يريد تغيير هويتنا، لسنا مستعدين لأن نكون فارسيي الهوى، نحن عرب وانتماؤنا عربي وامتدادنا عربي وعمقنا الاقتصادي عربي ولم نعد قادرين أنّ نبقى ساكتين على هذا الأمر، ولا نقول أنّ هذا موقفنا اليوم لأنّنا على أبواب انتخابات نيابية”. واعتبر فتفت أنّ “الوقائع التي نشهدها اليوم مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أثبتت وتثبت أنّ الرئيس سعد الحريري كان على حق في تمسكه بحكومة مستقلين، والدليل ما جرى مع حكومة الرئيس ميقاتي في موضوع الوزير جورج قرداحي”. وأكدّ أنّ “مشكلة المملكة العربية السعودية ليست مع سعد الحريري، بل هي مع الدولة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب يسيء إلى البلدان العربية ويهدد أمنها خارجيا، حزب الله اخذنا إلى مكان عدائي مع العرب، وداخلياً هو نقيض لمنطق الدولة، ولعبته ستكون مكلفة وبخاصة في الأمن ونحن لن نلعب لعبته”. ورأى أنّ “الرئيس الحريري حالياً في مرحلة إعادة تموضع، وأنّه اتخذ موقفاً ذكياً حين أخذ خطوة إلى الخلف ليرى إلى أين ستذهب الأمور في مرحلة غير واضحة المعالم، والمنطقة كلها تكون إما على أبواب تسوية كبيرة وإما أبواب مواجهة إنفجار كبير”. ولفت إلى أنّ “موضوع ترشح الرئيس الحريري للإنتخابات يعود اليه شخصياً، لكن تيار المستقبل سيخوضها وكل التهويل بأنّنا لن نخوض الانتخابات هي تمنيات البعض ولا قيمة لها”، مجدداً التأكيد أنّه في حال تم تأجيل الانتخابات الى ما بعد أيار فإن التيار سيكون له موقف واضح باستقالة نواب كتلته”. واعتبر أن “حزب الله لا يريد الاستعانة بصندوق النقد الدولي في حل أزمة لبنان الاقتصادية، ولذلك هو لا يريد للحكومة أن تجتمع ولا يريد قضاء”. ثم كان حوار بين الشباب المشاركين وفتفت، الذي أجاب على اسئلتهم عن موقف تيار المستقبل من مختلف القضايا المطروحة.