في عمل أمني استباقي جديد، وقبل أن يتحوّل إلى عنصر فاعل يعمل لصالح العدوّ الإسرائيلي ينشط في لبنان بمهام خطيرة، تمكّنت مديرية المخابرات في الجيش، وبعد عملية رصد وتعقّب، من توقيف (أ. عثمان)، سوري الجنسية، من مواليد 1992/ بيت جن.
وفي معلومات خاصة لـ”نداء الوطن” من مصدر أمني، تبيّن أنّه «تم توقيف (أ. عثمان) بتاريخ 7/6/2023 لانتمائه إلى إحدى المجموعات المسلحة في سوريا وتلقيه العلاج بعد تعرّضه للإصابة عام 2014 في أحد المستشفيات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولإقدامه على نقل جرحى من مجموعته إلى الحدود السورية الفلسطينية وتسليمهم إلى جيش العدوّ الذي كان ينقلهم إلى مستشفياته، ولتشكيله مع آخرين في سوريا شبكة تعمل لصالح العدوّ الإسرائيلي من خلال جمع المعلومات وتحديد مواقع القوى العسكرية، ولدخوله حديثاً «الأراضي اللبنانية خلسة وتجوّله عليها بصورة غير قانونية».
وقال المصدر إنّ (أ. عثمان) «ولد ونشأ في بلدة بيت جن السورية، وتابع دراسته لغاية حصوله على شهادة في اختصاص صيانة الكمبيوتر، وعمل بعد ذلك في قطاع الزراعة. وفي العام 2012 حضر بصورة غير قانونية إلى لبنان، وبقي حوالي سبعة أشهر في بلدة شبعا، عاد بعدها إلى بلدته بيت جن ليدخل لبنان مجدداً في العام 2014 لمدة شهرين، ثم عاد إلى سوريا لحين دخوله خلسة (قرب المصنع) قبل عشرة أيام من تاريخ توقيفه وأقام في بلدة تعلبايا في البقاع لدى أصدقائه».
وتابع المصدر أنه «في العام 2014 التحق بإحدى المجموعات المسلّحة التابعة لـ»لجيش السوري الحر» في بلدته بيت جن.
وبغية نقل الجرحى من مجموعات «الجيش الحر» كان الموقوف يتواصل مع عدد من المهرّبين السوريين المتواجدين في بيت جن السورية لنقلهم إلى داخل الأراضي المحتلة بهدف معالجتهم.
وقام بنقل عناصر جرحى تابعين لإحدى المجموعات السورية التي كان يرأسها أحد السوريين المسؤولين عن المجموعات المسلّحة، بواسطة البغال من بلدته بيت جن إلى نقطة عند الحدود السورية الفلسطينية حيث سلّمهم إلى عناصر العدو لإدخالهم إلى الأراضي المحتلّة بغية معالجتهم».
وأوضح المصدر أنّه «خلال العام 2014 تعرّض لإصابة في يده جرّاء المعارك في بلدة بيت جن، فتمّ نقله من قبل جيش العدو إلى أحد مستشفيات مستعمرة نهاريا وتلقّى العلاج لمدة أسبوعين، وأثناء وجوده في المستشفى زاره أحد العملاء السوريين وعرض عليه العمل لصالح جهاز مخابرات العدوّ مقابل الاستفادة مادياً، وبعد موافقته على التعامل، أبلغه هذا العميل أنّ مشغّله سوف يكون السوري (ع. ك)».
وأشار المصدر إلى أنّه «بعد انتهاء فترة علاجه وعودته إلى الأراضي السورية، إستقبله السوري (ع. ك) وكان برفقته شخص سوري يعتبر كبديل، حيث كلّفه الأول في سياق عمله لصالح العدو الإنتقال برفقة الثاني مرّات عدة مع شخص آخر بواسطة درّاجته النارية إلى إحدى البلدات السورية بهدف جمع معلومات والتقاط صور، وكان هذا الفريق يقوم بتحديد مواقع للقوات العسكرية الإيرانية والروسية ومواقع لـ»حزب الله» المنتشرة في هذه المنطقة وفي أماكن أخرى ضمن محافظة القنيطرة».
ولفت المصدر إلى «أنّ عدداً من السوريين كانوا على تواصل مع أشخاص آخرين في محافظات سورية أخرى للإستحصال منهم على معلومات أمنية.
كما كان مشغّله يقوم بتحميل كافة المعلومات بعد جمعها ويرسلها إلى الإستخبارات الإسرائيلية من خلال خطه الإسرائيلي».
وأوضح المصدر أنّ الموقوف اعترف بأنه «كان يتقاضى أسبوعياً مبالغ تتراوح بين 25 و50 دولاراً من مشغّله مقابل نشاطه، وزعم أنّه عمل لصالح العدوّ لمدة سنة أو أكثر وتوقّف نشاطه إثر مقتل مشغّله».
وأكد المصدر «مواصلة العمل الأمني الاستباقي، ضد شبكات التجسّس المعادية والجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظّمة، وأنّ التحقيقات مع الموقوف تتوسّع لمعرفة المزيد من التفاصيل التي من شأن معرفتها اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتحصين الأمن القومي اللبناني».
من ناحية أخرى أشارت “الأخبار” إلى أنه أوقف جهاز الأمن العام في مطار بيروت إسرائيلياً يحمل جواز سفر أوروبياً، كان في رحلة إلى العراق، وأُخضع لتحقيقات دامت أكثر من 48 ساعة قبل إعادة تسفيره، بعدما تبين أنه لم يكن ينوي الدخول إلى لبنان، وأن مطار بيروت كان محطة إلزامية في رحلة تقوده إلى العراق حيث لديه أعمال هناك.
وقد أقرّ خلال التحقيق بأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية وأنه عاش في كيان الاحتلال وخدم في جيشه، وأن لديه علاقات بعدد من المسؤولين الكبار في الكيان، كما كان مكلّفاً بالقيام بأعمال تتعلق بحكومة العدو.
وبناءً على إشارة القضاء، وكونه لم يتبين أن لديه عملاً في لبنان، وباعتباره يحمل جنسية أوروبية، تمّ إخلاء سبيله وتسفيره إلى الخارج.