نشرت منظمة اليونيسف في بيروت، تقريرها نصف السنوي، الذي تراقب من خلاله واقع الأطفال في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية، وذلك من خلال مؤتمر صحفي في بيروت، بعنوان “الطفولة المحرومة: معاناة الأطفال في لبنان المنهك من ثقل الأزمات”.
ووفقاً لـ “اليونيسف” فقد أدّى مرور ثلاثة أعوام من الأزمات المدمّرة المتتالية في لبنان، إلى سقوط الأطفال في دوامة من الفقر، ما أثّر سلباً في صحتهم ورفاههم وتعليمهم، وأدّى إلى تدمير أحلامهم وزعزعة العلاقات الأسرية.
التقرير أظهر أن الغلاء الفاحش في الأسعار وانتشار البطالة في البلاد ادى الى سقوط آلاف العائلات فيما وصفته “اليونيسف” بـ “فقر متعدّد الأبعاد”، وهذا المصطلح هو تعبيرٌ عن مفهومٍ جديدٍ للفقر، قائمٌ على أبعادٍ عديدة من أوجه الحرمان، ما أثّر بشدة على قدرتها على توفير الاحتياجات الأساسية لأطفال
كما اظهر التقرير أن الأطفال في لبنان يدركون تماماً تأثير الأزمة على حياتهم ما أدّى إلى تلاشي أحلامهم بمستقبل أفضل، حيث باتوا يعتقدون أن الهجرة هي الأمل الوحيد.
أثّرت هذه العوامل،، وفقاً للتقرير بقوّة على صحة الأطفال النفسية الذين أصبحوا يعجزون، في معظم الحالات، عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها، وفي موازاة ذلك، يشعرون بالإحباط، بعدما فقدوا الثقة بالوالدين لعدم قدرتهما على تلبية احتياجاتهم الأساسية، ما يؤدي بدوره الى زيادة التوترات داخل العائلات.
وأصبحت العلاقات التقليدية بين الطفل ووالديه، مع تزايد إرسال الأطفال إلى العمل وبطالة الأهل المتمادية، في خطر، بحسب الدراسة، فيما العلاقات التقليدية بين الجهتين باتت هشّة ومعرّضة للدمار.
كما أدّت التوترات المتصاعدة، التي عزّزها الانقسام الحاد في الآراء والتوجهات داخل المجتمع نفسه وبينه وبين المجتمعات الأخرى، وفق التقرير، إلى ارتفاع نسبة العنف في المنازل والمدارس، وهذا ما جعل الأحياء والشوارع غير آمنة، ومنع الطفل من ممارسة حقّه في اللعب.