كل الأجواء تشير حتى الآن إلى أن الاستحقاق الانتخابي سيجري في موعده، وذلك ينعكس من خلال حركة القوى السياسية المختلفة، التي تسارع إلى تقديم الترشيحات وعقد التحالفات. ومع ذلك، لا تزال هناك في المقابل تساؤلات عديدة حول مدى جدية حصول الانتخابات في 15 أيار.
هي تساؤلات تُطرح في بعض الأوساط الديبلوماسية والسياسية الداخلية، خاصة حول الأسباب التي قد يتم تقديمها لتأجيل الاستحقاق، ومن بين هذه الأسباب ملف “الميغاسنتر”، والذي يصرّ عليه التيار الوطني الحرّ بقوة.
بالإضافة إلى مسألة آلية تصويت المغتربين اللبنانيين، وكيفية نقل صناديق الاقتراع من الخارج إلى لبنان لفرزها.
قضية “الميغاسنتر “
يصرّ التيار الوطني الحرّ على إنشاء مراكز “الميغاسنتر”، وتحضيرها لوجستياً، إلا أن ذلك تأخر كثيراً. ومحاولة فرضها في هذه المرحلة، سيكون لها نتيجتان، الأولى: المسارعة إلى إقرارها وتبنيها، وبالتالي الشروع في تجهيزها، خصوصاً أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان في آخر جلسة لمجلس الوزراء قد توجه بالسؤال إلى جميع الوزراء، إذا كان أحدهم يعارض إنشاء هذه المراكز، فأجيب بالنفي.
لكن من المعروف أن حزب الله وحركة أمل من أبرز معارضي “الميغانستر”، فيما التيار الوطني الحر هو أكثر المتمسكين بها. وبحال عدم إقرارها، فقد يكون ذلك ذريعة لتأجيل الانتخابات، لأسباب سياسية تتعلق باستشراف آفاق المرحلة المقبلة، وربط الانتخابات النيابية بالانتخابات الرئاسية.
تقول مصادر متابعة إن بعض الكواليس السياسية تشهد بحثاً ونقاشاً حول احتمال تأجيل الانتخابات بشكل تقني لثلاثة أو أربعة أشهر، إذ يتم العمل فيها على إنشاء مراكز “ميغاسنتر” وتجهيزها، على أن تجري الانتخابات في شهر أيلول مثلاً، وبذلك يتم الاستفادة من عودة المغتربين اللبنانيين إلى لبنان والمشاركة في الانتخابات.
الاستحقاق الرئاسي
وتقول مصادر متابعة إن شخصيات أساسية لم تُظهر أي حركة انتخابية جدية حتى الآن. ما يشير إلى أن ثمة اطمئناناً لديهم بأن الانتخابات قد تؤجل تقنياً.
ولهذا التأجيل التقني جملة من الأسباب، أبرزها انتظار تحسين الوضع في المنطقة أولاً، وربط الاستحقاق النيابي بالاستحقاق الرئاسي ثانياً، خصوصاً أن هناك مشروعاً كان قد تم التداول به حول إبرام تسوية سياسية شاملة قبل موعد الانتخابات الرئاسية.
ورغم رفض هذا المشروع انما هناك من يفكر في إعادة إحياءه حالياً، عبر اقتراح تأجيل الانتخابات تقنياً والتي يمكن ربطها بمصير الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وهنا، تستند بعض المصادر على كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قبل أيام، عن اعتقاده بأن الانتخابات قد تتأخر، حيث أبدى استعداده لتعيين شخصية وزارية بدلاً من الوزير المستقيل جورج قرداحي، لقناعته بأن هذه الحكومة ستبقى لفترة طويلة.