سوزان سلمى – صحفية
اتسعت الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ ٣ سنوات حتى الآن، لتدق أبواب السجون وتحل ضيفاً ثقيلاً حاملاً معه كارثة صحية وحياتية تصيب سجين تلو الآخر، فالمواطن الحر لا يستطيع تأمين أدنى حقوق العيش من مأكل وطبابة واستشفاء فما بال السجين الذي يذوق الأمرّ خلف القبضان والأبواب المسدودة..
حالة السجون اللبنانيةلم تطل الصعوبات المعيشية والإقتصادية أبواب البيوت فقط، بل ذهبت أبعد بكثير لتعبر القضبان الحديدية وتدخل في كافة السجون، حتى أصبح المأكل والمشرب والصحة أمور تكاد أن تصبح تعجيزية وتحتاج إلى تدابير واجراءات مختلفة.نتيجة لهذه الظروف، شهد السجن منذ فترة، حالات من الغضب والإعتراض، احتجاجاً على عدم توفر مياه للشرب وغلاء الاسعار، حتى ان الروايات تكاثرت عن سجناء يعانون من الجوع والتعذيب والمرض.
خضة داخل السجنبعيداً عن المحاكمات التي ما زالت قيد التأجيل المستمر، وسط حالة الحرمان والجوع التي يعاني منها المساجين، إنتشرت في الفترة الاخيرة حالات جلدية مرضية دون تأمين علاج سريع وفوري لها من قبل المعنيين، وصل الى حد وفاة السجين “محمد طالب” بعد أن أصابته جرثومة قيل أنها بسبب المياه الملوثة أصابته بتشمع الكبد، وفارق الحياة على أثرها.ونتيجة لما يحدث قمنا بمقابلة خاصة مع أحد السجناء في رومية مبنى “ب” حول الوضع الصحي والمعيشي للسجناء.أكد السجين الذي رفض عن الافصاح عن اسمه، بوجود حالات مرضية كثيرة داخل السجن: “تظهر حبوب مختلفة على أجساد السجناء بعضها من أنواع حبوب الحساسية ومنها حبوب كبيرة لم نستطع تشخيصها، وتطورت الحالة الجرثومية دون معالجة الى حد انتشارها وظهور أمراض جلدية جديدة لا نعرف عنها شيئاً..”
أسباب تفشي الجرثومة داخل السجن
أما عن أسباب الجرثومة، فأجاب: “من المرجح ان تكون المياه الملوثة التي نشربها داخل السجن من الأسباب الرئيسية لهذه الطفرة الجلدية، ناهيكم عن سوء التغذية أيضاً.”وما زاد الحال سوءًا هو انعدام خدمة الاستشفاء التي أصبحت غير متوفرة إلا للسجين الذي يتعالج على نفقته الخاصة، وكحال كافة القطاعات الاستشفائية، أصبحت التكاليف فوق قدرة المواطن أما العمليات فلا تتم قبل أن يتم دفع المبلغ مسبقاً وبالفريش دولار، فكيف للسجين ان يدفع كل هذه المستحقات؟!.”
تعامل إدارة السجن مع الأزمةاستنكر السجين معاملة ادارة السجن للحالة المأساوية التي يعانون منها، موضحاً: “الإدارة غير قادرة على أي عمل إصلاحي داخل مباني السجن، كحال كافة الادارات العامة في البلد، والسجناء يعيشون أسوء أيامهم في ظل الاهمال الاداري المتعمد، فناهيك عن تأجيل المحاكمات وسوء توزيع السجناء داخل الغرف التي تعد صغيرة نسبياً، إلا أن أدنى مقومات العيش غير متوفرة لنا..”فهل سنشهد ردات فعل معاكسة من قبل السجناء؟