عربي - دولي

أهالي حي الشيخ جراح يهجّرون مرة ثانية من قبل سلطات الاحتلال

By Suzan Salma

May 03, 2021

محكمة الاحتلال تمهل أهالي حي الشيخ جراح حتى الخميس 6-5-2021 للاتفاق مع المستوطنين الذين يعرضون تسوية تقر بموجبها العائلات بأنها مستأجرة وفق قانون “حماية المستأجر” الإسرائيلي، وأن تحدد فرداً من كل عائلة ينتهي الانتفاع بوفاته باعتباره آخر الأجيال المنتفعة من “الإيجار المحمي”، وهذا يعني:

أولاً: المحكمة تمارس دورها كذراعٍ استعماري صهيوني وتشارك في اضعاف موقف أهل الحي، ليستسلموا للامر الواقع و يسلموا منازلهم للاسرائليين أو دفع اجرة المنازل و كانها ليست لهم ، وبعد وفاة صاحب العلاقة تعود الملكية للمستوطنين (الاسرائيلي).

ثانياً: وإذا تمت الموافقة لاجتناب خيار التهجير، فإن الشخص المحدد بالاتفاقية ستصبح حياته مهددة، لأن وفاته هي مفتاح انتهاء وجود عائلته في العقار..

من جديد: أخذ القضية لمحكمة الاحتلال للبت بها هو تحرك في مربع الراحة الصهيوني، لأنها مع الزمن ستستنزف طاقة أهل الحي وتخمد تحركهم؛ وستتمسك بموقفها للحكم ضدهم فتصبح بذلك خسارتهم محتومة، و بعد هذا لن يكون هنالك خيار لأهل الحي غير الهجرة، وحسب ما ورد ان هناك ثلاثة مساحات فعل مركزية لم تُفعّل حتى الآن بامكنها الافراج عن اهل الحي .

الأولى: يجب على الأردن كدولة ضامنة لحقوق هؤلاء اللاجئين الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، فما يحصل جريمة حرب موصوفة: قوة احتلال تهجر أصحاب الأرض مرتين وتعوض مستوطنيها مرتين رغم أنهم كانوا مجرد مستأجرين مؤقتين في نهاية القرن التاسع عشر. الأردن مصادق على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية منذ عام 1998، أي أنه عضوٌ مؤسس للمحكمة، فإذا كانت قضية الشيخ جراح ليست جريمة تستوجب الذهاب للمحكمة الجنائية الدولية؛ فما الذي يستحق؟ وما فائدة الانضمام للمعاهدات الدولية؟ ولماذا تنضم لها حكوماتنا العربية؟

الثانية: التضامن مع اهل حي الشيخ جراح و تفعيل الاشتباك في الشارع وعدم انتظار حصوله بعد الإخلاء فقد تكون هذه الحركة مغيرة للموازين

الثالثة: محكمة الاحتلال تقر بملكية المستوطنين انطلاقاً مما تعتبره “حق اللاجئين اليهود” في أملاكهم –المزعومة- قبل حرب 1948، وهذا يعني إقرارها بعدم شرعية سلب الأملاك في تلك الحرب، وبالتالي هي تقر عملياً وبالممارسة بحق كل لاجئ فلسطيني في أرضه التي هُجّر منها في النكبة وبحق العودة، وأولهم أهل حي الشيخ جراح وبيوتهم في حيفا والمجدل وحي البقعة والطالبية غرب القدس، علينا جميعاً بكل الوسائل اتخاذ قضية الشيخ جراح مدخلاً للمطالبة بحق العودة وعبر كل الوسائل.